نجاح جديد تسجله الدبلوماسية القطرية بلعب دور مركزي في الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران يقضي بتبادل للسجناء بين البلدين والإفراج عن ستة مليارات دولار من أموال طهران المجمدة في كوريا لأغراض إنسانية.
وتصدرت قطر الأخبار الرئيسية في أهم وسائل الإعلام الدولية وكانت الأنظار متجهة نحو مطار الدوحة الدولي حيث وصل خمسة محتجزين أمريكيين إلى الدوحة في إطار صفقة مهمة بين واشنطن وطهران بوساطة قطرية تأكد جهود الدوحة التي تتسم بالنزاهة والحرص على استقرار المنطقة، فضلا عن مساهماتها الحيوية والمشهودة في تعزيز الامن والسلم الدوليين.
أشارت شبكة بي بي سي البريطانية إلى أن الصفقة رفيعة المستوى تفاوضت عليها إدارة بايدن لتأمين إطلاق سراح الأمريكيين وساهمت فيها قطر وتنفذ على أراضيها. ونقلت شكر الإدراة الأمريكية لقطر على هذا الدور البارز. بدورها قالت قناة «اي بي سي» ان إطلاق السجناء يعد إنجازاً دبلوماسياً كبيراً بعد سنوات من المفاوضات غير المباشرة المعقدة بين الولايات المتحدة وإيران، اللذين لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية. و أبرزت سي أن أن أهمية إطلاق سراح الأمريكيين وقالت: «كابوسًا دام سنوات لأولئك الذين تم اعتقالهم انتهى بوصولهم الدوحة اليوم». كما أبرزت قناة يورونيوزأنه سبق للطرفين أن أبرما اتفاقات لتبادل السجناء آخرها في يونيو 2020 على رغم التوتر بينهما والخلافات بشأن ملفات متشعبة.
وتابع التقرير: رأى محللون أن الاتفاق الجديد الذي تم التوصل إليه بعد أشهر طويلة من المفاوضات خلف الكواليس، يؤذن بتخفيف حدة التوتر بوقد يفضي إلى مزيد من الجهود الهادئة للتعامل مع مخاوف منها ما يتعلق ببرنامج إيران النووي وتسارع وتيرته منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي لعام 2015.
إلا أنهم استبعدوا أن يمهّد الاتفاق لتفاهمات أكبر خصوصا بشأن النووي، لاسيما مع اقتراب ولاية بايدن من نهايتها واستعداد واشنطن للدخول في أجواء الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر 2024. إن دولة قطر التي تؤمن بالدبلوماسية الوقائية وبالحوار والمفاوضات والحلول السلمية لحل الأزمات في العالم، لا تدخر جهداً في دعم كل المساعي الرامية لتعزيز الاستقرار في المنطقة، حيث ظلت تلعب دورا حيويا ومهما في دعم جهود تحقيق الاستقرار الاقليمي والدولي، وذلك من خلال مبادراتها المتنوعة ووساطاتها العديدة المبذولة للمساهمة في تعزيز الأمن والسلم الدوليين، لخير وازدهار الشعوب في المنطقة والعالم. ولا تتوقف جهود قطر ووساطتها بين واشنطن وطهران عند هذه الصفقة فقط، إذ تواصل الدوحة لعب دور أكبر من خلال عملها المستمر على تقريب وجهات النظر بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية ودفع المحادثات الرامية للعودة لخطة العمل المشتركة بشأن برنامج إيران النووي. كما سبق لدولة قطر أن نجحت، بفضل علاقاتها المميزة مع الولايات المتحدة وايران والثقة التي تحظى بها من كلا الجانبين، في نزع فتيل التوتر وتهدئة التصعيد بين طهران وواشنطن وهي جهود تأتي استمرارا للأدوار التي ظلت تلعبها في دعم الاستقرار والأمن بالمنطقة.