الاذاعة الامريكي تعلن الدور القطري الكبير في إطلاق سراح الرهائن لدى حماس
أكد تقرير لإذاعة «صوت أمريكا» أن قطر التي تواصل جهودها مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن في مباحثات من أجل إطلاق سراح المزيد من الرهائن، تحظى بكثير من الامتنان الأمريكي والغربي على أدوارها الفارقة والتي لا «تقدر بثمن» حسب وصف التقرير، ويرى الخبراء والمراقبون الدوليون أن الدوحة تقوم بدور هائل كلاعب مهم في الجهود المبذولة للتوسط في حل النزاع المتجدد في غزة، وكان للقيادة القطرية دور أساسي في تأمين إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين التي أفرجت عنهم حماس، كما ساعد المسؤولون القطريون بجهود مكثفة نجحت في الوصول إلى اتفاق من أجل الإفراج عن مواطنتين إسرائيليتين من قبل حماس، بعد أيام من التفاوض على إطلاق سراح الأم وابنتها جوديث وناتالي رعنان.
علاقات متميزة
ولفت التقرير إلى أن قطر تتمتع بعلاقات متميزة منذ سنوات مع أمريكا، وتستضيف الدوحة، أكبر قاعدة عسكرية أمريكية بالمنطقة، ولكن العلاقات القطرية- الأمريكية تعود إلى 1972 وتضم مجالات متنوعة للشراكة تتضمن الأمن الإقليمي والطاقة والتعليم والاقتصاد والتعاون الأمني والدفاعي والشراكة في جهود مكافحة الإرهاب؛ حيث تتعاون قطر مع الجيش الأمريكي في مكافحة التطرف العنيف، وتدير عمليات في أماكن بعيدة مثل القرن الأفريقي .
كما لعبت الدوحة دوراً بارزاً في أفغانستان بعد وصول طالبان إلى السلطة، وكان دورها في تنسيق الخروج الآمن لعشرات الآلاف من الأشخاص، بما في ذلك المواطنون والمتعاونون مع أمريكا، لا يقدر بثمن بالنسبة للحكومة الأمريكية؛ حيث تم خروج ما يقرب من 40 ٪ من جميع الأشخاص الذين تم إجلاؤهم عبر قطر، وفي السنوات التي سبقت استيلاء طالبان على السلطة، لعبت قطر دورا محوريا في استضافة اجتماعات بين مسؤولين أمريكيين وأعضاء من طالبان في العاصمة الدوحة، برئاسة المبعوث الأمريكي الخاص زلماي خليل زاد وأظهرت تلك المباحثات اعتماد الولايات المتحدة على قطر كوسيط رئيسي.
رصيد بارز
وتتمتع الدوحة برصيد تاريخي مهم كوسيط بارز يحظى بالمصداقية، لاسيما في تدعيم الاستقرار الإقليمي، وفي عام 2008، عندما استولى حزب الله على منشآت البنية التحتية الرئيسية في لبنان، بما في ذلك المطار والموانئ البحرية الرئيسية، كانت قطر هي التي جلبت الجماعة ومعارضيها إلى طاولة المفاوضات، وأسفرت المحادثات عن اتفاق الدوحة الذي حال دون تفاقم الأزمة وجر لبنان إلى حرب أهلية أخرى، ما جعل علاقات العمل القطرية مع خصوم الولايات المتحدة التقليديين مثل إيران وروسيا- أو اتصالاتها بالجماعات غير الحكومية مثل حماس وطالبان - جعلت منها شريكا لا يقدر بثمن بالنسبة للولايات المتحدة والدول الغربية الكبرى، ويرى الخبراء أن قدرة قطر على الحفاظ على علاقات جيدة مع كل من الجماعات المسلحة غير الحكومية والجهات الفاعلة الحكومية مثل روسيا وإيران، مع كونها شريكا إستراتيجيا للولايات المتحدة، ستستمر في تعزيز أهميتها على الصعيد العالمي. وأكدت لينا الخطيب، مدير مركز كارنيجي للشرق الأوسط، والزميلة المشاركة في تشاتام هاوس: إن قطر تؤطر هذا الإنجاز - وما يرتبط به من إشادة من الولايات المتحدة - كدليل على أنها صحيحة في إستراتيجيتها المتمثلة في إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة مع العديد من الجهات الفاعلة المتعارضة، ودورها في الصراع الحالي يعطي دفعة لمكانتها الجيوسياسية.