"الإرث"... كانت كلمة السر والارتكازة الحقيقية في بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، إذ إن ما ميز هذه البطولة هو استدامة الخدمات المقدمة في كافة القطاعات ومنها القطاع الصحي، الذي بدأ بالاستعداد لهذا الحدث العالمي منذ إعلان اسم دولة قطر في الثاني من ديسمبر لعام 2010 كبلد مستضيف لبطولة كأس العالم 2022.
ففي القطاع العام وحده ارتفع عدد المستشفيات إلى 16 مستشفى خلال العام الحالي مقارنة بـ6 مستشفيات في عام 2011 عند إطلاق الإستراتيجية الوطنية الأولى للصحة، وكان آخرها افتتاح مستشفى عائشة بنت حمد العطية، والذي يعتبر ثاني أكبر المستشفيات التابعة لمؤسسة حمد الطبية بعد مستشفى حمد العام من ناحية الحجم والقدرة الاستيعابية. كما تم افتتاح وإنشاء مرافق جديدة بمؤسسة حمد الطبية من أبرزها مركز المها للرعاية التخصصية للأطفال.
وارتفع عدد المراكز الصحية في القطاع العام إلى 33 مركزا خلال العام الحالي، موزعة على مناطق الدولة المختلفة، كما شهد القطاع الصحي الخاص توسعا كبيرا حيث ارتفع عدد مرافقه خلال العام الحالي لتصل إلى 10 مستشفيات، و19 مركزا لجراحة اليوم الواحد، و390 مركزا صحيا عاما وتخصصيا.
وأكدَّ عدد من الكوادر الطبية لـ"الشرق" أنَّ بطولة كأس العالم خلَّفت العديد من المكاسب للقطاع الصحي، وقد يكون من أهمها هو البنية التحتية للقطاع الصحي، والذي يشمل إنشاء عدد من المنشآت الصحية في القطاعين العام والخاص، فضلا عن تعزيز المنشآت بالتقنيات ذات المعايير العالمية، ومن المجالات المهمة الأخرى التي تم تطويرها هي القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية، حيث تم إيلاء أهمية كبيرة لبناء فريق من الكوادر ذات الخبرة والمهارة من المتخصصين في الرعاية الصحية في جميع أنحاء نظام الرعاية الصحية لقيادة عملية تقديم رعاية عالية الجودة للسكان بدولة قطر.
وقال الأطباء إنَّ التأمين الصحي الإلزامي للوافدين والزائرين أحد هذه المكاسب، إذ إنَّه سيسهم في تخفيف الضغط على القطاع الصحي العام وبالتالي الاستفادة من الميزات التي يقدمها القطاع الصحي الخاص، ويضاف إلى هذه الميزات أو "الإرث" هو أنَّ المونديال أتاح الفرصة للزوار بأن يتعرفوا على طبيعة الخدمات المقدمة في القطاع الصحي في الدولة، الأمر الذي سيجعلهم مؤمنين ولديهم الثقة في أن تكون دولة قطر خيارا لهم للاستفادة من الخدمات العلاجية والرعاية الصحية التي وبشهادتهم كانت من التجارب الجيدة التي سينقلونها إلى بلادهم.