عكست الأرقام الإيجابية التي حققها قطاع السياحة في دولة قطر، خلال النصف الأول من العام الجاري، الطفرة الكبيرة والنوعية التي شهدها القطاع على مدى السنوات الأخيرة ،وأصبحت دولة قطر وجهة سياحية مهمة في المنطقة، إلى جانب مساهمتها في دعم قطاع السياحة إقليميا، وهذا ما ترجمه تسلم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، قلادة السياحة العربية من الطبقة الممتازة من المنظمة العربية للسياحة خلال الفترة الأخيرة.
وارتفعت أعداد السياح في دولة قطر في النصف الأول من العام الجاري، بواقع 729 ألف زائر، أي بنسبة زيادة بلغت 19 بالمئة، مقارنة بإجمالي عدد الزوار في العام الماضي بأكمله ، وفي هذا السياق، أكد الخبراء والاقتصاديون أن استضافة قطر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 ستعزز مكانتها على خارطة السياحة العالمية، بما تحتويه من بنى تحتية ضخمة وفنادق ومنتجعات فاخرة وطبيعة ساحرة، وبما تمتلكه من مقومات لاستقبال أهم حدث كروي في العالم ومنطقة الشرق الأوسط، وسط توقعات بمعدلات نمو مستقبلية عالية لما بعد المونديال.
وأشاروا إلى إعلان /قطر للسياحة/ عن افتتاح 50 فندقا خلال الأشهر المقبلة، وتحقيق قطاع الضيافة القطري عوائد إيجابية، حيث تم بيع 3.1 مليون ليلة فندقية حتى يونيو 2022، مقابل 3.2 مليون ليلة فندقية حتى يونيو 2019 (مستويات ما قبل جائحة كورونا)، فيما يتزايد المعروض من الغرف بشكل ثابت، حيث سجل 30 ألف غرفة حتى يونيو الماضي.
وأفاد جهاز قطر للسياحة وكالة الأنباء القطرية /قنا/ بأن الحدث الرياضي العالمي سيرفع مكانة قطر على خارطة السياحة العالمية بلا شك، لا سيما أن منطقة الشرق الأوسط تستضيف لأول مرة البطولة الأضخم في كرة القدم، لافتا إلى أنه يتوقع استضافة الملايين من المشجعين من المنطقة والعالم لذلك يعمل الجهاز بشكل متواصل مع شركائه على تطوير المنتجات والتجارب السياحية والفعاليات الترفيهية لتلبية تطلعات الزوار الذين قد يشكلون سفراء سياحيين للوجهة، من خلال مشاركة تفاصيل رحلتهم إلى قطر خلال هذه البطولة المليئة بالتشويق مع أصدقائهم وعائلاتهم.
وأوضح جهاز قطر للسياحة أن هناك العديد من العوامل التي ساهمت في زيادة عدد زوار قطر، وأهمها الفعاليات والعروض السياحية التي تمت استضافتها، كمعرض الدوحة للمجوهرات والساعات الذي يعد أحد أهم وأنجح المعارض في المنطقة والعالم، ووجهة مثالية لعشاق الفخامة والرفاهية، إلى جانب احتفالات العيد، وفعاليات الصيف، والبطولات الرياضية الكبرى، مثل سباق جائزة قطر الكبرى للفورمولا 1، وبطولة كأس العرب FIFA قطر 2021، وغيرها من الفعاليات.
كما استعرض الجهاز مع /قنا/ الاستراتيجية السياحية التي وضعتها الدولة، والتي تهدف إلى زيادة عدد الزوار إلى ستة ملايين زائر سنويا بحلول عام 2030، وكيفية العمل على تحقيق ذلك من خلال تبنيها نهجا متعدد الجوانب للترويج للوجهة السياحية، وتعزيز التعاون مع الشركاء في القطاعين العام والخاص من أجل تطوير منتجات وتجارب سياحية جديدة تلبي معايير برنامج (تميز الخدمة)، فضلا عن تكثيف الجهود والتنسيق مع الشركاء من أجل تحقيق انتعاش آمن ومستدام للقطاع السياحي في الدولة.
وفي سياق متصل، أوضح أحمد حسين، رئيس مجلس إدارة شركة /توريست/ للسفر والسياحة، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، وجود الكثير من العوامل التي ساهمت في الارتفاع الكبير لأعداد الزائرين للدولة أبرزها قدرة قطر على السيطرة على جائحة كورونا /كوفيد-19/، وعودة الحياة إلى طبيعتها، فضلا عن تطور البنية التحتية الشاملة للقطاع السياحي، وإنشاء مرافق جديدة للضيافة والتسوق والمرافق الثقافية والتعليمية.
واعتبر حسين، في تصريحه، زيادة عدد شركات الطيران العاملة في قطر وعودة الزوار الخليجيين، من العوامل المهمة أيضا لارتفاع أعداد السياح، بالإضافة إلى الارتباط الوثيق بين زيادة عدد السياح إلى الدولة، واقتراب موعد نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، مؤكدا أن استضافة قطر للمونديال ستضع الدولة على خارطة السياحة العالمية، فقد باتت السياحة في قطر صناعة متنامية نجحت خلال فترة وجيزة في أن تحتل دورا فعالا في تحقيق التنوع الاقتصادي، والمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي، وخلق فرص استثمار هائلة.