مع إنخراط المعلمين بمهنة التدريس إلا أنه مازال هناك حالة من العزوف عن هذه المهنة المقدسة، حيث تصل نسبة المعلمين الذكور العاملين بالمدارس إلى 5% فقط، بينما تصل نسبة المعلمات من الإناث إلى 40 % و كذلك المعلم لم يحصل علي اي ترقيات من الدولة ولا يأخذ حقوقة كاملة مما يصعب المهنة عليه كثيرا
وقد أرجع عدد من مديري المدارس والطلاب عزوف الشباب القطري عن مهنة التدريس إلى عدة أسباب، يأتي في مقدمتها كثرة أعباء المعلم مقارنة مع المهن والوظائف الأخرى، طول الدوام المدرسي، وعدم وجود سلم ترقيات كبيرة لمناصب أعلى في مهنة التعليم، مشيرين إلى ان الشباب يفضلون التوجه للمهن العسكرية، نظرا لضعف جاذبية مهنة التدريس بالنسبة للمواطنين خاصة فئة الذكور
وأشاروا إلى ضعف التشجيع والتحفيز لهذه المهنة، والنظرة المتدنية للمعلم إلى جانب كثرة الأعباء وطبيعة المهنة الشاقة جميعها أسباب أدت لعزوف الشباب عن الاتجاه إليها، مشيرين إلى انه يمكن استقطاب الشباب للعمل بمهنة التدريس عن طريق التخفيف من ضغوط العمل، وعدم تكليف المعلم بأعباء خارجة عن تخصصه، فضلا عن فتح باب العلاوات التشجيعية والعمل الإضافي للمعلمين، مع ضرورة زيادة التوعية بوسائل الاعلام حول أهمية دور المعلم والرسالة التي يقدمها للمجتمع
يرى الأستاذ ناصر عبدالله المريخي- مدير مدرسة الشمال الثانوية بنين، ان هناك عدة أسباب وراء عزوف الشباب عن مهنة التدريس، ويأتي في مقدمتها النظرة الاجتماعية الحادة التي يتعرض لها المعلم القطري، وعدم وجود وعي مجتمعي ثقافي يعبر عن أهمية دور المعلم القطري في بناء الأجيال، وتوريث الموروث الثقافي القطري، مشيرا إلى انه ايضا تحديد الاجازات بفترة زمنية معينة ومحددة مسبقا، تحد من حرية السفر وقضاء الاجازة، ولذلك يجب ان يكون هناك مرونة في اختيار أيام الاجازة بالنسبة للمعلم القطري، باستثناء بعض الأيام من العام الدراسي كأيام الاختبارات
المعلم القطري لا يجد الراحة النفسية في المدارس، من خلال التحفيز والتشجيع كأن يكون له أولوية في إنجاز المعاملات، من جميع دوائر الدولة، والمصالح الحكومية والمساواة مع موظفي الوزارات الأخرى، من حيث الخصومات مما يعكس أهمية دور المعلم في المجتمع القطري من خلال رسالته في بناء الأجيال و يجب انتقاء المعلمين من ذوي الكفاءة العالية والخبرة لترشيحهم في ورش تدريبية خارج الدولة سواء كانت عربية أم عالمية لتبادل الخبرات العالمية والوقوف على أحدث طرق التدريس