ساعات عمل مضنية بلا أيام راحة، وظروف تفتقد لأدنى مقومات السلامة المهنية، ومعاملة سيئة، وحرمان من الأجور، فصول لا تنتهي لدويلة تستغل حاجة العمال الأجانب للعمل، لتضعهم تحت تصرفها ليلا ونهارا رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية من مخاطر انتشار فيروس كورونا، وتوصياتها باتخاذ تدابير صارمة لحماية الأرواح، إلا أن قطر لم تحرك ساكنا تجاه عمال منشآت المونديال، غير مكترثة بتزايد عدد الإصابات بصفوفهم
كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، بعض الجوانب المظلمة في قطر، التي تؤكد استعباد العمالة الوافدة، والاستهانة بحقوق العمال الذين يجدون أنفسهم في قبضة أصحاب عمل بلا ضمير، وأمام قانون عمل لا يضمن لهم أدنى الحقوق ولا أدنى الشروط المناسبة للحياة والعمل في الدوحة، بالاعتماد على قصص متنوعة وكثيرة، لعمال من أفريقيا، ومن آسيا، كان القاسم المشترك بينهم الجحيم القطري
عندما حصل العامل الكيني هنري، على القائمة الكاملة للوثائق المطلوبة التي سمحت له بالعمل في قطر، ظن أن صلواته للحصول على وظيفة سباك في قطر قُبلت، وكان عليه أن يستدين بمعدل فائدة 30% لدفع تكاليف وكيل توظيف كيني قدرها 125 ألف شلن كيني ما يعادل 1173 دولار أمريكي. هنري، 26 عاماً كان سعيداً لأنه وُعد بعقد عمل مقابل 1200 ريال قطري، ما يعادل 329 دولاراً في الشهر، ما كان سيسمح له بسداد قرضه، وتعويض إضافي للطعام، وسكن مدفوع الأجر من صاحب العمل، وتعويضات عن العمل الإضافي عن كل ساعة، فوق 8 ساعات في اليوم، لكن عند وصوله إلى الدوحة في يونيو2019، تغير كل ذلك
بينما كان هنري يُصارع الواقع المرير للعمل في قطر، كانت سامانتا عاملة اخرى تستعد لمغادرة الدوحة بعد أن تعرضت للغش في راتبها الأساسي والعمل الإضافي بين ديسمبر (كانون الأول) 2017 وديسمبر (كانون الأول) 2019، عامين كاملين، دون الحصول على ريال إضافي
و كذلك مأساة الكثير من العمال امثال هنرى و ساماتنا وغالباً ما يحجز أصحاب العمل مدفوعات العمل الإضافي المضمون بموجب العقد ومستحقات نهاية الخدمة، وينتهكون بانتظام عقودهم مع العمال الوافدين، ومع ذلك فإنهم ويفلتون من العقاب وقال العمال لهيومن رايتس ووتش، إن "أصحاب العمل توقفوا ببساطة عن دفع الأجور، وأنهم كثيراً ما عانوا لإطعام أنفسهم"