كشفت جريدة «وول ستريت جورنال» عن تفاوض باكستان مع دول منطقة الخليج وفي مقدمتها قطر لجذب استثمارات بمليارات الدولارات، مشيرة في تقرير لها إلى أبرز القطاعات التي من شأنها الاستفادة من هذه المشاريع خلال المرحلة القادمة، واضعة في مقدمتها التعدين والبنية التحتية، بالإضافة إلى الطاقة والزراعة، وأكدت تخصيص الشركات الحكومية الباكستانية جزءا من الصفقات التي تخطط لها إسلام آباد، مع كل من السعودية والإمارات وقطر، التي تتنافس بشكل متزايد على أصول هذا البلد الآسيوي.
مناقصة منتظرة
وكشفت الجريدة أنه ومن بين العقود الأولى التي من المرجح أن تجذب اهتمام قطر ، الإعلان عن مناقصة هذا الأسبوع، لإدارة خدمات المحطات في مطار إسلام آباد، مشيرة إلى أن الجانب القطري يسعى للحصول على هذه الصفقة، من أجل تعزيز تواجده في باكستان التي تعد واحدة من بين الدول الاسيوية الواعدة بالنسبة لقطر، التي ترمي إلى تحقيق رؤيتها الخاصة بعام 2030، والمبنية في الأساس على تنويع مصادر الدخل والتقليل من الاعتماد على صادراتها من الغاز الطبيعي المسال، وذلك من خلال الاعتماد على مجموعة من العوائد المالية الأخرى، ومن بينها النواتج القادمة من الاستثمارات القطرية في الخارج والموجودة في شتى القطاعات ضمن مختلف قارات العالم.
إطلاق مشاريع
وأضافت الجريدة أن سعي قطر للاستفادة من هذه المناقصة يرجع في الأساس إلى ما أعلنت عنه الدولة في الفترة الماضية، والتي كشفت عبر قنواتها الرسمية عن رغبتها في استثمار 3 مليارات دولار ، في مجموعة من المجالات الحيوية كالتجارة، والزراعة، بالإضافة إلى الطاقة والنقل بنوعيه البري والجوي، لافتا إلى الخبرة الكبيرة التي تتوفر عليها قطر في مثل هذه المشاريع، مما يؤهلها بكل تأكيد للرفع من مستوى الخدمات التي تتوفر عليها باكستان في القطاعات المذكورة، بالأخص الطاقة والطيران اللذين تملك فيهما قطر شركتي قطر للطاقة، وكذا الخطوط الجوية القطرية، اللذين يعدان من بين الأفضل في تخصصيهما دوليا.
استثمارات أخرى
وأشارت الجريدة إلى ان المرحلة الحالية تشهد أيضا إجراء السعودية لمحادثات شراء منجم للنحاس يتم تطويره بتكلفة 7 مليارات دولار بواسطة شركة «باريك غولد»، الكندية في غرب باكستان، وفقا لأشخاص مطلعين على المشروع، مستندة في ذلك الى تصريحات السيد مارك بريستوالرئيس التنفيذي للشركة الكندية، مارك بريستو، التي قال فيها ان الشركة لن تمانع شراء صندوق الثروة السيادي السعودي حصة في منجم ريكوديق للتنقيب عن الذهب والنحاس في باكستان.
وبينت الجريدة أيضا وجود مفاوضات لإنشاء مصفاة نفط سعودية في باكستان، قد تصل تكلفتها إلى 14 مليار دولار، وصلت إلى مرحلة متقدمة وفقا لإسلام اباد ومسؤولين خليجيين، لافتة إلى أن التوجه إلى هذا النوع من الصفقات في باكستان يشكل تحولا بالنسبة للدول الخليجية، التي ستسعى في الفترة المقبلة إلى التركيز على الاستحواذ على أصول لصالح صناديقها للثروة السيادية، مستغلة في ذلك الفرص الاستثمارية الكبيرة التي تطرحها باكستان في مختلف قطاعاتها، وذلك بالشكل الذي من شأنه تقديم خدمة إيجابية لكلا الطرفين سواء تعلق ذلك بباكستان الدولة التي ستستقبل هذه المشاريع، أو الطرف الثاني من المستثمرين الأجانب، وفي مقدمتهم قطر التي تتوافر على واحد من أضخم الصناديق السيادية في الوقت الراهن، ما يزيد من حظوظها في الفوز بمختلف المناقصات التي تشارك فيها، وبالأخص تلك المتعلقة بالقطاعات التي تتوافر فيها الخبرة والتجربة اللازمتين.