نظام جودة الهواء في قطر تطور سريعاً في السنوات الأخيرة

 


وضعت قطر الجودة بين أعلى الأولويات وتبنت مشروعات لإداراتها من خلال تنمية الشبكة الوطنية الموحدة لمراقبة جودة الهواء، وتملك الدولة 40 محطة لمراقبة جودة الهواء التي من المتوقع أن تصل إلى حوالي 45 محطة في نهاية سنة 2024، حيث أكد الدكتور أحمد أكساكال الخبير الاستشاري لدى وزارة البيئة والتغير المناخي، على عملهم من البداية في مرحلة المراقبة في محطات مراقبة جودة الهواء لوصول البيانات إلى الوزارة حتى المرحلة النهائية وهي كتابة التقارير ومراجعتها فيما يتعلق بجودة الهواء وحالته من خلال وحدة مراقبة وتحليل البيانات البيئية، مشيرا إلى أن الحكومة تبذل الكثير من الجهود، وتنفق الكثير لأغراض ذات صلة بجودة الهواء، وذلك لمراقبة جودة الهواء والحفاظ على بقائها في أعلى المستويات... وأضاف: كما أنها تكلف الكثير من القوى العاملة والموارد أيضًا للحصول على جودة الهواء، والوكالات الحكومية مثل إدارة الطيران المدني التي لديها أيضًا برامج متعددة بشأن هذا الأمر.


  منهجيات مستخدمة

وبشأن وضع المنهجيات المستخدمة في هذا القطاع، قال الدكتور أكساكال ان المنهجيات المستخدمة هي آليات وبرامج متخصصة في مراقبة جودة الهواء المعتمدة من الهيئات الدولية، ومنها وكالة حماية البيئة الأمريكية وتعتمد دولة قطر على نفس الآليات وأجهزة المراقبة المعتمدة منها والتي تمثل المستوى الأعلى فيما يتعلق بالهواء والمصداقية.


وأوضح أن تلوث الهواء له تأثير ضار على صحة الإنسان والحيوانات وحياة النباتات، وعلاوة على ذلك، من المهم دراسة هذه المسألة المتعلقة بالتلوث ومراقبتها والمحافظة على تتبعها من مصدرها، مضيفا أنهم تبنوا ممارسات وكالة حماية البيئة الأمريكية في لوائحنا لأنها أكبر هيئة بيئية في العالم، كما أن المنهجيات التي نراقبها تعتمد على وكالة حماية البيئة الأمريكية وهي المعايير والتقنيات واللوائح.


  كما قال الخبير انه عندما تنبعث ملوثات الهواء في الغلاف الجوي تتأثر بعاملين، العامل الأول هو العامل الطبوغرافي – في المنطقة؛ والعامل الثاني هو الأحوال الجوية. وعلاوة على ذلك، يجب أن تُعرف كل هذه العوامل قبل تقييم أحوال جودة الهواء في المنطقة وبخلاف ذلك لن يُجرى التقييم الصحيح والكامل.


    نمو سريع

كما أوضح الدكتور أكساكال أن نظام جودة الهواء في دولة قطر شهد نموا سريعا في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل الاهتمام الكبير في ملف جودة الهواء وتنميته السريعة من خلال استراتيجية التنمية الوطنية في مراحل مختلفة، مشيرا إلى وضع هذا ملف جودة الهواء بين أعلى الأولويات، وتبني مشروعات فعالة لإدارة جودة الهواء بشكل مثالي من خلال إنشاء وتطوير شبكة وطنية موحدة لمراقبة جودة الهواء التي وصلت حتى الآن إلى 40 محطة لمراقبة جودة الهواء التي يتم توسيعها بشكل مستمر... وتابع قائلا: وحاليًا لدينا 40 محطة لمراقبة جودة الهواء داخل قطر والتي تعمل على مدار الساعة ومن المتوقع أن تصل إلى أكثر من 45 محطة مراقبة في نهاية هذه السنة. وسيساهم هذا بشكل مباشر في مراقبة وضمان جودة الهواء بما يتوافق مع المعايير أعلى المعايير الدولية.


وحول إدخال تحسينات على جودة الهواء المعتمدة على وكالة حماية البيئة الأمريكية، نوه قائلا: أنشأنا المراقبة في الوقت الفعلي لذلك لن يكون هناك أي فجوة بين المراقبة والنتائج، كما أن كل أنشطة المراقبة تعتمد على هذه المبادئ ولذلك نعمل على تنفيذ المراقبة ونعد التقارير اعتمادًا على ذلك، كما أننا لا نراقب جودة الهواء فقط ولكن أيضًا نوثق أي مما نراقبه من خلال تقارير جودة الهواء الشهرية والأسبوعية ونصف السنوية والسنوية.


وأضاف الخبير أن كل السجلات والبيانات تُخزن وفقًا لطريقة أحدث المعايير الدولية للاستخدام المستقبلي، لافتا إلى مشاركته أيضًا بعض المبادرات الناجحة من قبل الحكومة أو القطاعات الخاصة لمراقبة جودة الهواء في قطر، وخلال السنوات الأخيرة، وقبل بطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا – قطر 2022، كان هناك العديد من المبادرات الناجحة وتم تحقيق الكثير من الإنجازات المهمة التي ساهمت في إجراء قفزة نوعية في حماية جودة الهواء في دولة قطر.


كما تطرق الدكتور أكساكال أيضًا أن الأكثر أهمية من بين هذه الإنجازات إصدار القرار الوزاري رقم (310) لسنة 2020 بشأن جودة الهواء الذي ساهم بشكل مباشر في دعم الشبكة الوطنية لمراقبة جودة الهواء وتحديد محطات المراقبة المعتمدة وتوحيد الإجراءات التشغيلية لكل المحطات الموجودة في الدولة وذلك بما يتوافق مع أعلى المعايير الدولية التي سهلت الوصول إلى المعلومات الصحيحة والدقيقة بشأن جودة الهواء.


واستطرد قائلا: ويُسهل إطلاق منصة جودة الهواء معرفة الجمهور بجودة الهواء بطريقة واضحة وبسيطة ودقيقة، وتتضمن الإنجازات الأكثر أهمية حتى الآن لحماية جودة الهواء في دولة قطر: إنشاء شبكة وطنية لمراقبة جودة الهواء، وتنفيذ خطة وطنية لمراقبة جودة الهواء حول مناطق الضغط البيئي والمناطق ذات الأنشطة المهمة ومنها ملاعب بطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا – قطر 2022 وغيرها، وتقوية نظام الإنذار المبكر وإنشاء وحدة لمراقبة وتحليل بيانات جودة الهواء، والربط الإلكتروني لكل محطات مراقبة جودة الهواء الموجودة في الدولة وتوحيد عملهم بما يتوافق مع المعايير الدولية، وتنفيذ برامج مراقبة المحطة المتنقلة ومراقبة الأماكن المختلفة التي لا يتم تغطيتها من قبل المحطات الثابتة. والتحديث والتطوير المستمر لمحطات مراقبة الهواء المحيط، وإطلاق منصة جودة الهواء للجمهور.


وكل هذا يستلزم من الدولة أن تبذل جهودا هائلة لحماية جودة الهواء، وهذا ما تم إجراؤه بالفعل من خلال استراتيجية التنمية الوطنية في مراحلها المختلفة والتي وضعت ملف جودة الهواء بين أعلى المعايير وتبني مشروعات فعالة لإدارة جودة الهواء بشكل مثالي وذلك من خلال إنشاء وتطوير الشبكة الوطنية الموحدة لمراقبة جودة الهواء.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة