بدأ العد التنازلي لاستضافة معرض البستنة الأول من نوعه في الشرق الأوسط، إذ سيقام «إكسبو 2023» الدوحة، في رحاب حديقة البدع على مدار ستة أشهر ابتداءً من الثاني من أكتوبر 2023 وحتى 28 مارس 2024، والذي قد خصص جزء منه لعمل سوق المزارعين، إذ يعتبر بمثابة عالم يجمع بين التقاليد المحلية والإلهام العالمي، وتجربة تجمع بين ثمار الأرض المحلية وعروض الأجنحة الدولية التي تقدم أفضل ما تُنتجه أراضيها... وقد أكد عدد من أصحاب المزارع، دعمهم لمعرض إكسبو، نظرا لأهميته باعتباره فرصة للتعرف على أفضل التجارب العملية والعالمية والممارسات في المجال الزراعي، والاطلاع على أحدث التقنيات المستخدمة والابتكارات في الزراعة واعتمادها على الحلول المبتكرة في المجال الزراعي، ومواجهة التحديات التي تواجه المزارعين...
وقالوا إنهم جاهزون وعلى استعداد للمشاركة في هذا الحدث العالمي، معتبرين أن المعارض العالمية التي تقام بالدولة تضع قطر على خارطة الفعاليات الكبرى، وتساهم في خلق بيئة اقتصادية جاذبة، مشيرين إلى حرصهم على حضور المؤتمرات العلمية المقامة على هامش المعرض، للاستفادة من البحوث والدراسات والاطلاع على تجارب الدول المختلفة، مما يساهم في تعزيز البحوث البيئية المحلية والعالمية، مما يتيح فرصاً نوعية لأصحاب المبادرات الزراعية والمزارع، منوهين إلى أن المزارع والشركات المحلية ستقدم أحدث ما توصلت إليه في مجال الزراعة وتمثيل دولة قطر والتعريف بأحدث وسائل التكنولوجيا المستخدمة، خاصة وأن الزراعة في الدولة قد تطورت بشكل كبير.
مشاركة متنوعة
في البداية أعرب السيد ناصر أحمد الخلف - المدير التنفيذي ومالك مزرعة «أجريكو»، عن سعادته للمشاركة في المعرض الدولي للبستنة إكسبو 2023 الدوحة، مشيرا إلى أنهم لديهم عدة أنشطة وفعاليات مقسمة، وذلك لترك بصمة في المناطق الثلاث وهي المنطقة الدولية والثقافية والعائلية... ولفت إلى أن وزارة البلدية قامت بعمل مميز ومتوقع أنه سيكون هناك تنظيم رائع لمعرض إكسبو مثلما كان كأس العالم 2022، خاصة وأنه قد زار العديد من معارض إكسبو في دول العالم، ولذلك من المؤكد أن إكسبو الدوحة سيكون حدثا استثنائيا... وأشار إلى أن مشاركتهم في المنطقة الدولية ضمن القطاع الخاص، وذلك كون شركة أجريكو مطورين لأنظمة زراعية، ولذلك سنحرص على عرض جميع الأنظمة التي عملنا على تطويرها على مدار 13 عاما، بهدف تمثيل دولة قطر في مجال الزراعة، موضحا أن لهم أيضا مشاركة في المنطقة العائلية من خلال عمل أنشطة توعوية وأنشطة تدريبية لطلاب المدارس في قطر، بحيث يمكنهم زيارة المواقع التي نتواجد بها، والمشاركة في ورش عمل أعدت خصيصا للطلاب ولجميع الزوار، بحيث يتم تدريبهم على فعاليات تتعلق بالاستدامة وإعادة تدوير النفايات سواء البلاستيكية والحديدية، بينما النفايات العضوية فسيساهمون في تحويلها إلى تربة صالحة للزراعة عن طريق الأجهزة الموجودة، وذلك بهدف غرس حب الزراعة وأهمية المحافظة على البيئة في نفوس النشء... وتابع قائلا: من المتوقع أن يشارك في هذه الفعاليات مدارس عديدة، كل هذا بالإضافة إلى أننا أيضا نشارك في عدة ندوات ومحاضرات طوال فترة الـ 6 أشهر هي فترة استمرار المعرض، ولذلك حرصنا على التواجد وتوفير الوقت والجهد من أجل المساهمة والمشاركة في هذا الحدث العالمي الذي يرفع اسم قطر عاليا.
الزراعة.. استدامة وابتكار
بدوره أكد الدكتور راشد الكواري - صاحب مزرعة، جاهزيتهم وترقبهم للمشاركة في المعرض الدولي للبستنة إكسبو 2023 الدوحة، والاطلاع على الأجنحة وحضور المؤتمرات العلمية، خاصة أنه قد زار معرض إكسبو في باريس، لذلك يعد من المعارض الهامة، التي تساهم في تقديم حلول مبتكرة في المجال الزراعي، مشيرا إلى أن مزرعته تعد من كبرى المزارع المحلية، وكذلك شركته من أكبر الشركات في مجال البيوت المحمية... وأشار إلى أن المعرض يعتبر فرصة لتبادل الخبرات، والاطلاع على تجارب الدولة العالمية المشاركة في الإكسبو، منوها إلى أن مزرعته تنتج أغلب أنواع الخضار من خيار وطماطم وباذنجان والقرع، منوها إلى أن هذا الموسم قد استعدوا بكميات كبيرة قد تصل إلى إنتاج 35 طنا يوميا، خاصة وأن هناك خطة إنتاج سنوية، ويقومون بتجديدها كل موسم بناء على معطيات السوق... وتابع قائلا: وهذا العام وجدنا أن هناك بعض المحاصيل التجارية غير مربحة، ففضلنا التركيز على إنتاج أنواع مختلفة من الخضراوات.
وشدد د. الكواري على حرصه على زيارة المعارض على مستوى العالم، ولذلك فإن إكسبو من الأحداث المهمة، خاصة وأنه يمتد على مدار 6 أشهر، وهي فترة ذروة إنتاج الموسم الزراعي في قطر، الأمر الذي يمكن المزارعين من الاستفادة من تبادل الخبرات سواء فيما بينهم أو مع أصحاب مزارع أو شركات أجنبية وعربية مشاركة في المعرض، بالإضافة إلى أنه يشكل فرصة للاطلاع على كل ما هو جديد فيما يتعلق بالزراعة المستدامة والابتكار في المجال الزراعي، منوها إلى حرصه على الاستفادة وحضور هذه المؤتمرات، ووضعها ضمن جدول أعماله اليومي لما لها من فوائد هامة.
تسويق المنتجات المحلية
من جانبه قال السيد خميس الكواري – مدير مزرعة، إنهم يحرصون على المشاركة في كافة المعارض والفعاليات التي تنظمها وزارة البلدية والجهات المختلفة بالدولة، حيث إن لهم مشاركات في مهرجان المحاصيل بالحي الثقافي كتارا، والمعرض الزراعي وكذلك الساحات المخصصة لبيع المنتج المحلي، مشيرا إلى أن هذه المعارض والفعاليات تساهم بشكل جزئي في تسويق منتجات المزرعة، وتعريف الجمهور بالمنتجات المحلية المميزة ودعم فعاليات الدولة وخدمتها... وأكد على أنه يترقب المشاركة في المعرض الدولي للبستنة إكسبو 2023 الدوحة، خاصة وأنه من المعارض المتميزة والتي ستمتد على مدار 6 أشهر، هي ذروة الإنتاج المحلي للمزارع، باعتباره فرصة للتعريف بالمنتجات المحلية في المعرض الذي يستضيف دولا عديدة ومن المتوقع أن يزوره ملايين من الزوار، خاصة وأن المعرض سيرافقه مؤتمرات علمية، وهي أيضا فرصة للاطلاع ومعرفة أحدث وسائل التكنولوجيا في المجال الزراعي ومعرفة كل ما هو جديد في الزراعة المستدامة... وتابع قائلا: قد بدأنا هذا العام في عمل خطة لمعرفة كل ما يحتاجه السوق المحلي، وقد ركزنا على إنتاج الخضراوات الموسمية مثل الطماطم والخيار والكوسة وغيرها من الخضراوات، ونستبشر بموسم الإنتاج الجديد، ونتمنى أن يكون موسما مزدهرا، إذ إننا مستعدون لتوفير ما يقارب 90 طنا من الخضراوات حسب الخطة التقديرية التي وضعناها.
وأعرب الكواري عن أمله أن يكون هناك تقارب في أسعار المنتجات المحلية مقارنة بالمنتج المستورد، كما أعرب عن أمله بأن تتواجد المنتجات المحلية في كافة المجمعات التجارية والأسواق والمحلات في الفرجان، خاصة وأنها منتجات عالية الجودة، وتنافس المنتجات المستوردة، الأمر الذي يساهم في دعم المنتج المحلي، وتغطية تكاليف الإنتاج.
4 محاور للزراعة الحديثة
تركز الزراعة الحديثة في المعرض الدولي للبستنة إكسبو 2023 الدوحة، على 4 مواضيع، وهي تحسين دور المزارعين، حيث يمتلك المزارعون الخبرة والتجربة الزاخرة بالمشاهدات اليومية وهما صفتان قادرتان على إضفاء معنى وجوهر لحلول مكافحة التصحر وتعزيزها وتنفيذها، فالمزارعون هم الغارسون الحقيقيون لبذرة التغيير، وكذلك مد جسور التواصل بين المعرفة والتكنولوجيا، حيث ينبغي أن يتم دمج موارد المعرفة الأكاديمية والتقنيات الصناعية معًا وإيجاد حلول مبتكرة للاستخدام الفعال للموارد في الزراعة، وأيضا ضمان الحلول المنسقة، والتي تتطلب تبادل المعلومات بين الجهات المعنية الرئيسية في الزراعة الحديثة استخدام أساليب جديدة للتنسيق والتعاون، فتطوير المعلومات المتعلقة بتقنيات دمج الابتكار مع الأساليب التقليدية وتبادل تلك المعلومات، سيسهم في مواجهة ظاهرة التصحر، وأخيرا تعزيز الزراعة المستدامة، الزراعة المستدامة هي نهج تكافلي وتعاوني إضافي نروج له لضمان استخدام الزراعة الحديثة. فهذا المفهوم يدمج الأرض والموارد والأشخاص والبيئة عبر جهود متبادلة المنفعة، وهو بذلك يقلد النظم المغلقة الخالية من النفايات الموجودة في النظم الطبيعية المتنوعة. إن الزراعة المستدامة هي نهج شامل للحلول الزراعية التي يمكن غرسها في المناطق الريفية والحضرية على جميع المستويات، بداية من النطاق الصناعي وصولًا إلى النطاق المنزلي.