قطر تلعب دوراً مركزياً في دعم البلدان الأقل نمواً

 


ينطلق غدا الاحد في الدوحة مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا، وسيشارك في القمة، التي ستعقد خلال الفترة من الخامس إلى التاسع من مارس/آذار الحالي، رؤساء وقادة حكومات من 33 دولة أفريقية و12 من آسيا والمحيط الهادي وهاييتي، مع اكثر من 5 آلاف عضو من الوزراء والخبراء والنشطاء.


وعلى مدى خمسة أيام، يجتمع قادة العالم في الدوحة مع ممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني والبرلمانيين والشباب لطرح أفكار جديدة، والحصول على تعهدات جديدة بالدعم، وتحفيز الوفاء بالالتزامات المتفق عليها من خلال برنامج عمل الدوحة. ومن المتوقع أن يُعلن في هذا المؤتمر مرة كل 10 سنوات، عن مبادرات محددة ونتائج ملموسة تساعد في التصدي لتحديات أقل البلدان نمواً. ويتضمن المؤتمر جلسات عامة تُعقد بموازاتها اجتماعات مواضيعية رفيعة المستوى، فضلاً عن سلسلة من الأحداث الجانبية بشأن مختلف الأولويات المواضيعية لبرنامج عمل الدوحة. وستنظم أيضاً على هامش المؤتمر أحداث مخصصة للقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والشباب والبرلمانيين ومسارات التعاون بين بلدان الجنوب.


 وستشهد الفعاليات عقد مؤتمر قمة لأقل البلدان نمواً وحدث لإحياء الذكرى السنوية الخمسين لإنشاء مجموعة أقل البلدان نمواً.


وسيقوم القادة خلال المؤتمر بالبناء على مخرجات برنامج عمل اسطنبول، واتخاذ الإجراءات المناسبة على الصعيد الدولي لصالح البلدان الأقل نموا، وستتم الموافقة على تجديد الشراكة بين هذه الدول وشركائها في التنمية للتغلب على التحديات الهيكلية، والقضاء على الفقر، وتحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دوليا، وتمكين الدول المعنية من الخروج من فئة أقل البلدان نموا.


ويمثل مؤتمر الأمم المتحدة الخامس بالدوحة المعني بأقل البلدان نمواً فرصة لا تتاح إلا مرة واحدة كل عشر سنوات لتسريع التنمية المستدامة في المناطق الأكثر حاجة إلى المساعدة الدولية، والاستفادة من الإمكانات الكاملة لأقل البلدان نمواً على نحو يساعدها على التقدم نحو الازدهار.


وفي هذا السياق، اكد خبراء سياسيون واقتصاديون استطلعت الشرق آراءهم اهمية المؤتمر والدور الحيوي الذي تقوم به قطر في حشد التعاون الدولي المتعدد الاطراف، في ظل التحديات الكثيرة التي تواجهها البلدان الأقل نموا.


واشار الخبراء إلى ان قطر تلعب دورا هاما في دعم البلدان الأقل نموا من خلال مبادراتها المستمرة والعديدة لتمويل المشاريع الاغاثية والتنموية في تلك البلدان والتي تشمل قطاعات حيوية مثل التعليم، والرعاية الصحية، ومشاريع تغير المناخ وغيرها، حيث تعد دولة قطر من أكبر الدول المانحة والداعمة للبلدان الأقل نموا وتولي اهتماما خاصا بها.


 وقال الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالله الخاطر، المدير التنفيذي لشركة الأمل العالمية للاستثمار إن دور قطر الريادي في الأعمال الانسانية مسؤولية شديدة الاهمية في عالم اليوم المهدد بالازمات والحروب وآثارها الكارثية على الأمم المتقدمة والنامية كأزمة الغذاء وأزمة الطاقة التي تعيق تقدم الأمم وتصعب من المحافظة على مستوى المعيشة من أوروبا إلى البلدان النامية ولكن تظل البلدان النامية اكثر عرضة لتداعيات تلك الازمات والاكثر تضررا هم النازحون والمهاجرون وفي خضم الازمات الدولية يحتاج العالم لمن يقوم بدور المنقذ ودور المبادر. وقطر دائما حملت هذا العبء الإنساني دون كلل او ملل والعالم اليوم يرنو ببصره متأملا ان تتقدم قطر وتحمل راية الانسانية.


من جهته، قال الدكتور يونس أبو أيوب رئيس قسم الحوكمة وبناء مؤسسات الدولة الأمم المتحدة إن الدول الأقل نموا تبلغ حصتها من الناتج المحلي الاجمالي العالمي التجاري تقريبا 1.6 بالمائة اي اقل من 1 بالمائة من التجارة العالمية والاستثمار الأجنبي المباشر وتشكل هذه البلدان مجتمعة نحو 13 بالمائة من سكان العالم 4 منها متواجدة في العالم العربي وتواجه هده البلدان تدني في المستويات الاجتماعية والاقتصادية وضعف القدرات الانمائية اذا هناك تفاوت في الدخل ونقص الموارد المالية المحلية، كما أن هذه البلدان عرضة لأزمات متصلة بالتبادل التجاري الخارجي وتواجه قيودا كثيرة وتحديات تعيق التنمية وعدم كفاية ما يتم تعبئته من موارد محلية وقدرة على التنمية الاقتصادية وضعف في تصميم البرامج وتنفيذها وعجز ميزاني مزمن وارتفاع الديون وكذا الاعتماد الشديد على التمويل الخارجي والمساعدات الخارجية.


وأوضح أن المؤتمر في نسخته الخامسة بالدوحة يأتي بعد مؤتمر اسطنبول وسيكون فرصة لوضع استراتيجية وخطة جديدة تناقش حزمة مساعدات للدول الاقل نموا وفرصة لدول العالم من أجل دعم هذه الدول. كما ان دولة قطر لعبت دورا كبيرا في مساعدة هذه الدول الأقل نموا من خلال صندوق قطر للتنمية بتقديم 708 ملايين دولار السنة الماضية من مساعدات انسانية وانمائية وتبذل دولة قطر جهودا كبيرة من أجل مساعدة هذه الدول في تحقيق التنمية المستدامة وكذا التركيز على البلدان التي تعاني من هشاشة اقتصادية ومؤسساتية.


وبدوره، أكد المحلل الاقتصادي محمد أفزاز أن المؤتمر يكتسي أهمية بالغة في طريق التزام الحكومات الدولية وخاصة الدول المتقدمة لمساعدة الدول الأقل نموا للخروج من حالة الفقر ومواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تتخبط فيها هذه الدول خاصة بعد تأثير وتداعيات جائحة كورونا وكذا أزمة ارتفاع معدلات التضخم وأزمة الطاقة العالمية على الاوضاع في هذه البلدان، وهي ازمات عمقت من المشاكل الصحية والاجتماعية.


واعتبر أن مؤتمر الأمم المتحدة الخامس بالدوحة محطة لضرورة تذكير الدول ذات الدخل المرتفع والاقتصادات المتقدمة بأن هناك شعوبا وسكانا على مستوى العالم يشكلون نسبة كبيرة تتجاوز مليار نسمة على المستوى العالمي يحتاجون للدعم للخروج من الأزمات التي يعيشونها، مؤكدا أن المؤتمر محطة دولية مهمة جدا من اجل الالتزام بالتعهدات.


ورأي أن قطر تلعب دورا مركزيا في دعم الدول الاقل نموا، ليس فقط من خلال استضافتها للمؤتمر في نسخته الخامسة بل ايضا في التزام قطر بضخ أموال لهذه البرامج الإنمائية التي ستستفيد منها هذه الدول ومواطنوها، حيث بلغت مساهمات دولة قطر خلال العالم الماضي اكثر من 708 ملايين دولار لفائدة مشاريع تتعلق بالصحة والتعليم وكذا البنيات التحتية، وهذا الرقم ليس بالرقم الهين من دولة صغيرة ولكن اقتصادها قوي جدا. وأضاف أن هذا المؤتمر سيكون محطة مهمة للخبراء والمحللين من اجل الخروج بأفكار وحلول تعود ليس فقط لفائدة الدول الأقل نمو، وانما كذلك لصالح توازن واستقرار العالم.


وقال المحلل الاقتصادي علي قيسية انه ما في شك بأن دولة قطر تلعب دورا كبيرا في موضوع تحقيق التنمية في العالم من عدة جوانب الجانب الاول هي المساعدات المباشرة مثل توفير المستلزمات الصحية للدول التي تفتقر للبنية التحتية في مجال الصحة وكذا التعليم، والجانب الثاني هو التنمية من خلال استهداف بعض القطاعات التنموية التي تساعد في تحسين المؤشرات التنموية لهذه الدول، اما الجانب الثالث وهو الاستثماري من خلال جهاز قطر للاستثمار حيث كان هناك توجه للاستثمار في عدد من البلدان الأقل نموا في مجالات مختلفة مثل الزراعة والصناعة في أفريقيا وأمريكا الجنوبية وبعض الدول الآسيوية وبالتالي هي مشاركة بشكل كبير في توفير وخلق وظائف وتحسين المؤشرات التنموية كما ان هذه المشاريع لها طابع الاستدامة سواء كانت استثمارات تابعة لجهاز قطر بشكل مباشر او من خلال وحداته التابعة كديار القطرية او شركة حصاد الغذائية او بعض الشركات الاخرى او حتى ان كان الامر متعلقا بالشركات الكبرى (اوريدو لديها استثمارات عدة في الدول الأقل نموا وكذلك بنك قطر الوطني) بالاضافة الى ان قطر للطاقة دخلت في عدة مشاريع للاستثمار في حقول الغاز في دول شرق افريقيا التي تحتاج المزيد من التنمية.


وأضاف «لا ننسى دور قطر في مبادرة التعليم اين كان لها الفضل في تعليم ملايين الأشخاص في اسيا وهذه المبادرة كانت محل اشادة من طرف هيئة الامم المتحدة.. وهو ما يؤكد دور قطر المهم في دعم وتحقيق التنمية في البلدان الأقل نموا».


شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة