اجتمع كبار صانع القرار والخبراء الدوليون في قطاع الطاقة لمناقشة سيناريوهات الطاقة في عام 2023 وما بعده، ضمن أحدث لقاءات "المائدة المستديرة للرؤساء التنفيذيين" الذي عقدته مؤسسة العطية تحت عنوان "سيناريوهات الطاقة المتوقعة والحياد الكربوني". وشارك في اللقاء كل من السيد آلان جيلدر، نائب الرئيس لشؤون التكرير والكيماويات وأسواق النفط في مؤسسة ماكنزي، والدكتورة لي شين سيم، الأستاذ المساعد في جامعة خليفة بأبوظبي، والسيد جيف سنكلير، العضو المنتدب في لصندوق كامكو للمناخ، والدكتور جيمس هندرسون، مدير برنامج الغاز الطبيعي في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة.
من بين القضايا التي نوقشت خلال اللقاء، مدى تأثير إجراءات مكافحة التغير المناخي الصادرة مؤخراً عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على مزيج الطاقة، والسعي للحد من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية بحلول منتصف القرن الحالي. وتجدر الإشارة الى أن الاتحاد الأوربي قرر في شهر مارس 2022 إنهاء اعتماده على إمدادات الطاقة الروسية قبل عام 2030 بوقت طويل، وقام بصياغة خطة سميت "REPowerEU". وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين انها خطة طموحة ستكلف 210 مليارات يورو، تهدف الى تسريع انفاذ التشريعات المتعلقة بجعل الاتحاد الأوروبي محايداً كربونياً بحلول عام 2050. وبناءً على الخطة، ستشكل الطاقة المتجددة 45 بالمئة من احتياجات الاتحاد الأوروبي من الطاقة بحلول عام 2030، مقارنة بحوالي 22 بالمئة في عام 2020. ولكي يتحقق هذا الهدف، سيتم الإسراع في إقامة مشاريع توليد الرياح والطاقة الشمسية، وتجاوز الإجراءات البيروقراطية التي تبطئها.
أما في الولايات المتحدة، فقد اتخذ الكونجرس خطوة كبيرة لمكافحة تغير المناخ بعد أن وافق على "قانون خفض التضخم" (IRA)، الذي وقع عليه الرئيس جو بايدن في أغسطس الماضي. ويتضمن القانون تشريعات تتعلق بخفض التضخم، والإعفاءات الضريبية والحوافز الأخرى التي تهدف إلى مساعدة الشركات على معالجة القضايا المتعلقة بالتغير المناخي، وزيادة الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة، وتعزيز كفاءة الطاقة، ما يضع الولايات المتحدة على مسار واضح نحو الانتقال لمصادر الطاقة النظيفة.
وقال سعادة عبد الله بن حمد العطية، رئيس مجلس أمناء مؤسسة العطية، خلال اللقاء "إنه من الرائع رؤية هذا العدد الكبير من قادة الصناعة ضمن لقاء المائدة المستديرة الأول لهذا العام، لمناقشة القضايا التي لا تؤثر على قطاع الطاقة فحسب، بل على العالم أجمع". وأضاف سعادته "إن الموضوع الرئيسي الذي تناوله اللقاء جاء في الوقت المناسب، حيث تسعى العديد من الاقتصادات الكبرى في العالم إلى مكافحة تغير المناخ، في حين يترقب الجميع النتائج التي ستسفر عنها الدورة الثامنة والعشرون لمؤتمر الأطراف (COP28).