يتزين سوق درب الساعي بالعديد من المنتجات المميزة من إبداع أنامل قطرية

 

درب الساعي

زار كل من سعادة حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، وسعادة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل ثاني، وسعادة السيد احمد بن هتمي بن احمد الهتمي عضو مجلس الشورى وسعادة الدكتور أحمد بن ناصر بن إبراهيم الفضاله الأمين العام لمجلس الشورى، مقر درب الساعي في أم صلال، برفقة سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، حيث اطلعوا على عدد من الفعاليات التراثية والثقافية.


وتعرفوا من خلال جولة بدرب الساعي، على منطقة الشقب وسوق درب الساعي والبدع والعزبة والمقطر، وليوان الفن، وغيرها من الفعاليات والأنشطة المتنوعة.


ومن جانبه أكد سعادة الدكتور أحمد بن ناصر الفضالة أمين عام مجلس الشورى، أن درب الساعي يسهم في إبراز الثقافة القطرية الأصيلة وتعزيز الهوية الوطنية عبر الفعاليات التي تقام خلالها كل عام.


وأشاد سعادة أمين عام مجلس الشورى، بالجهود التي تقوم بها اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني، ودورها المهم في تعزيز القيم الوطنية وإبراز الصورة المشرقة لدولة قطر.


يتزين سوق درب الساعي بالعديد من المنتجات المميزة من إبداع أنامل قطرية تحرص على ربط الماضي بالحاضر واستلهام تفاصيل تراثنا الأصيل من خلال تصاميم فريدة وأشكال فنية تحظى بإقبال وإعجاب أهل قطر وزوارها من مختلف الجنسيات.


ويضم السوق التراثي في درب الساعي متاجر متخصصة في تصميم الأزياء التراثية المرتبطة بالمناسبات الوطنية والأعياد، إضافة إلى منتجات السدو التقليدية، ومنتجات الخزف وغيرها من المعروضات المميزة.


قال حميد القحطاني صاحب شركة لصناعة المنتجات الخزفية، إنه بدأ كهاوٍ لحرفة الخزف ومن ثم قرر افتتاح مشروع تجاري لنشر تصاميمه وأعماله، حيث أسس شركته في عام 2019، ويرفع شعاراً مفاده "استحداث الحرف التراثية بطريقة معاصرة" مؤكداً أن منتجاته تحمل لمسة إبداعية تربط بين الماضي والحاضر.


وحول مراحل تصنيع المنتجات الخزفية، قال: تبدأ العملية بجلب المواد الخام من دول أوروبا وأمريكا، ثم تمر بمراحل تصنيع عديدة حيث تبدأ بتشكيلها إلى أكواب وفناجين وأطباق وأوان صغيرة ثم تجفف وتدخل الفرن للمرة الأولى حتى تتحول إلى فخار، ثم بعد ذلك تدخل مرحلة التلوين باستخدام ألوان خاصة وتسمى هذا المرحلة "التزجيج" نسبة إلى الزجاج، بعدها تدخل الفرن للمرة الثانية لتصبح منتجات مميزة للاستخدام في عملية الأكل والشرب والزينة.


وأضاف: تحظى ورشة التلوين في محلنا بدرب الساعي بإقبال كبير من قبل الأطفال الذي يحرصون على تلوين أكوابهم بأنفسهم قبل اقتنائها، وهي تجربة مميزة تؤثر في شخصياتهم بشكل إيجابي.


وقالت السيدة أم حمد البدر، صاحبة مشروع ملابس تراثية: بدأت مشروعي عام 2017 وهذه هي المشاركة الثانية في درب الساعي، ومنذ صغري لدي هواية التفصيل وتركيب الألوان لذلك قررت التخصص في تصميم الملابس التقليدية وخاصة الأزياء المرتبطة بشهر رمضان والقرنقعوه واليوم الوطني.


وأضافت: أستلهم تصاميم منتجاتي من الأزياء التراثية للسيدات القطريات، وأعتمد على النقشات القديمة مثل شكل الزهرة الصغيرة والكاجو والتي تستخدم في تصاميم البخنق وثياب النشل وغيرها من الملابس القديمة، كما أحرص على استخدام ألوان تبرز التراث إضافة إلى تصاميم تحمل بصمة من المجتمع القطري، ومثل هذه المنتجات تشهد إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين والمقيمين والزوار.


ووجهت أم حمد البدر الشكر إلى وزارة الثقافة واللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني على رعايتها للأسر المنتجة ورائدات الأعمال مؤكدة أن الدعم متواصل والبصمة واضحة من خلال التنظيم الرائع للأنشطة والفعاليات في درب الساعي.


من جانبها قالت السيدة أم سعيد إنها متخصصة في صناعة منتجات السدو من غزل الغنم الإبل والصوف الأصلي والتقليدي، إضافة إلى صنع الميداليات والحقائب المستوحاة من التراث القطري، لافتة إلى أنها تصمم منتجاتها وتغزلها بشكل يدوي تماماً.


وأضافت: منتجات السدو مرتبطة بتراثنا الأصيل وتحظى باهتمام كبير من قبل أهل قطر في مختلف المناسبات، فألوانها الزاهية وتصاميمها المنوعة تجذب الأنظار وتجعلنا نستذكر تقاليد وعادات الآباء والأجداد وننقلها إلى الأجيال المقبلة.


وقالت إن منتجات السدو تشهد إقبالاً مميزاً من قبل أهل قطر وكذلك الزوار من مختلف الجنسيات والذين يحرصون على اقتنائها كتذكار من رحلتهم إلى قطر.


السيدة عفراء الكعبي مصممة ملابس تراثية وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة "فئة الصم والبكم" وتحمل منتجاتها طابعاً أصيلاً يرتبط بالثقافة القطرية ويبرز فن تزين الملابس بألوان العلم القطري الأدعم والألوان التراثية.


وقالت شقيقتها بالإنابة عنها وبحسب ترجمتها للغة الإشارة: إن عفراء متخصصة في تصميم ملابس الأطفال التي تستخدم في المواسم والأعياد مثل شهر رمضان المبارك واحتفالات اليوم الوطني، وكل المنتجات من تصميمها، وقد شاركت في العديد من المناسبات مثل معرض صنع في قطر ودرب الساعي وغيرها.


شهد المسرح الرئيسي في درب الساعي، إقامة ندوة جديدة بعنوان" فن الصوت.. إرث الخليج"، وجاءت ضمن فعاليات اليوم الوطني للدولة 2022.


شارك في الندوة كل من الدكتور حسن رشيد، الإعلامي والناقد المسرحي، وإبراهيم علي، فنان وملحن شعبي، وأدارها الإعلامي عادل عبدالله.


ومن جانبه، قال د.حسن رشيد: إن فن الصوت يعادل ارتباط الإنسان بأكثر من فن للغناء، وأنه بعد أكثر من قرنين، لا نجد دراسة توثق هذا الفن ومسيرته طوال هذه المدة، وهل منبعه من الحجاز أم من اليمن، أم أنه فن خليجي خالص، غير أن أدق ما تم تناوله في هذا السياق أنه فن خليجي، وفق ما تذهب إليه كثير من الدراسات والآراء.


وأضاف: إن هناك جهوداً تُبذل من أجل رصد المحاولات الأولى لظهور الفن الغنائي الخليجي، كما حاول العديد من رموز الفن نبش الذاكرة مثل المرحوم يوسف الدوخي، كما أن كثيرين ساهموا في هذا الإطار، منهم في قطر: خالد جوهر، فيصل التميمي، خليفة جمعان في البرامج الإذاعية والتليفزيونية والمقابلات الصحفية لكن هذا لا يشبع الباحث عن الجذور والأصول، كما أن الفنان إبراهيم حبيب يملك تاريخا من هذا الفن عبر توافر العديد من الأغاني ذات الارتباط العضوي بفن الصوت. لافتاً إلى جهود الإعلامي والكاتب د.أحمد عبدالملك في هذا التوثيق، خلال الفترة الأخيرة.


وقال د.حسن رشيد: إن التاريخ الخاص بهذا الفن يعتمد على الرواة، وكثيراً ما تم إجراء العديد من اللقاءات عبر السنوات الأولى لإذاعة قطر مع كوكبة من فناني الرعيل الأول مثل سالم فرج، عبدالكريم فرح، إبراهيم فرج، إدريس خيري وشاركني في ذات الجهد والعطاء زملاء الرحلة مثل الفنان غازي حسين وعبدالعزيز محمد، غير أن تلك اللقاءات غُلفت بالنسيان.


وقدم الفنان إبراهيم علي باقة مختلفة من الغناء الشعبي، المحفور في الذاكرة الجمعية، وذلك بمصاحبة فرقة الجبيلات للفنون الشعبية.


وأضافت: شقيقتي لديها ذوق فني مميز وتجسد أفكارها في شكل تصاميم رائعة تحظى بإعجاب وإشادة المواطنين والمقيمين الذي يحرصون على اقتناء مثل هذه الملابس التراثية لأطفالهم والتي تدخل عليهم البهجة والسرور في المناسبات الوطنية.


يشهد متحف التراث البحري للغوص والصيد، للراحل جاسم عبد الرحمن المناعي، في درب الساعي بأم صلال، إقبالا واسعا، لما يضمه من أدوات وأساليب مختلفة استخدمت قديماً، ما يعد وجهة مميزة للتعرف على أسرار مهنة الغوص والصيد، وما فيها من أسرار وتحديات واجهها الآباء والأجداد.


ووثق محمد، نجل الوالد جاسم عبد الرحمن المناعي أساليب الغوص على اللؤلؤ وصيد الأسماك التي كانت سائدة آنذاك، في متحف يحفظ الموروث الشعبي لهذه المهنة من الاندثار، لجعلها إرثا يمتد للأجيال القادمة.


من جانبه أشار محمد عبد الرحمن المناعي، القائم على المتحف خلفًا لأبيه إلى أهم المقتنيات منها: "القلاف" وهو صانع السفن الخشبية التقليدية التي كانت تستخدم في مراحل الغوص على اللؤلؤ، وتمارس المهنة من عدة أشخاص أهمها هو الأستاذ الذي يدير عملية تصنيع السفينة ووضع قياسات الحمل والإشراف على صياغة السفينة حفاظا على توازنها حسب نوع المحمل المطلوب تصنيعه.


وأوضح المناعي أن "السكوني" هو البحار المكلف بشؤون دفة السفينة، حيث تعتبر وظيفة "السكوني" في غاية الأهمية، وعليه أن يتميز باليقظة التامة لأن عدم يقظته قد يؤدي الى هلاك السفينة والبحارة وكذلك من واجبات "السكوني" أن يكون على اتصال مباشر مع نوخذة السفينة وإطلاعه على ما يجري أثناء السير.


وأشار إلى أن "السيب" يعد من أساليب الصيد وهو البحار الذي يمسك حبل الغيص أثناء نزوله على الهير، ويشترط فيه أن يكون نبيها وقوي التركيز وألا يغفل لحظة عن متابعة ما يجري على الغيص، أما "الغيص" فهو الشخص الذي يغوص في قاع البحر لجمع المحار، وهو البحار الأساسي في رحلة الغوص والمعتمد عليه اعتمادا كليا.


وأضاف أن "القرقور" هو عبارة عن وسيلة لصيد الأسماك، ويكون على شكل نصف دائرة يصنع من سعف النخيل (جريد) بعد تشريحه لعدة أجزاء كما يجب أن يكون رطبا لسهولة التصنيع، ثم يصنع الجزء الثاني وهو قاع القرقور على شكل دائري مع حجم القرقور.


وأوضح أن "ياروف مصدق" أحد أساليب الصيد، وهو عبارة عن وسيلة صيد للأسماك مصنوعة من خيوط الغزل (شباك) ولا يتجاوز طول الغزل 90 مترا وتنصب قريبة من الشاطئ باتجاه عكس التيار وتثبت بالمعاشي، وهي على شكل صندوق باتجاه الشاطئ.


وأشار إلى أن "البلد" هو عبارة عن قطعة رصاص توضع في أسفل حبل قياس الأعماق، ويوجد في أسفل البلد (الرصاص) فتحة على شكل دائري أو خدوش على مدار البلد لمسك وجذب التربة التي عن طريقها يعرف نوع القاع ويرمى حتى يصل إلى قاع البحر ثم يسحب إلى أعلى ويفحص نوع التربة أو الطين العالق بأسفل البلد لمعرفة الموقع.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة