وصف سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية كأس العالم المقامة حالياً في قطر بأنها البطولة الأكثر شمولاً.
وقال وزير الخارجية في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست إن العديد من وسائل الإعلام كانت تحاول الحكم على قطر ليس بناءً على حقائق أو بعد التحقق من وقائع، وكانت مواقفهم سلبية ومخيبة للآمال.
وأكد الوزير على إن كأس العالم قطر 2022 هو الأكثر شمولا وهناك الكثير من الناس من مختلف البلدان، ومن خلفيات مختلفة يستمتعون بالأجواء في قطر. مؤكداً على إن طبيعة البطولة فريدة مكنت الجماهير من حضور أربع مباريات في يوم واحد مما جعل المونديال متاحاً للكثير من الأشخاص الذين لم يتخيلوا من قبل إنه بإمكانهم حضور كأس العالم.
وقال وزير الخارجية: "أفضل مكافأة لنا في قطر هي الطريقة التي استمتع بها المشجعون بهذه البطولة، وتجربتهم الإيجابية في قضاء الوقت وكرم الضيافة وطيب أهل قطر. . نريد إظهار أن الشرق الأوسط والدول العربية ليست مكاناً للصراعات فقط، ولكن يمكن الاحتفال والاستمتاع بكرة القدم."
وحول واقع العمال، أجاب الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: نحن لا ندعي أبدًا أن بلدنا كامل، ولم نزعم كذلك أن ظروف العمال المهاجرين مثالية، وأضاف: قطر نفذت إصلاحات عمالية على مدار الـ 12 عاماً الماضية، ومنذ ثمانية أعوام تم جلب محاميين مستقلين للاطلاع على وضع العمال وحددوا مواطن الضعف في التشريعات وتعاملت الحكومة مع التقارير بجدية. وفتحت قطر أبوابها للمنظمات غير الحكومية ولا يوجد أي دولة في المنطقة تبنت سياسة الأبواب المفتوحة مثلما فعلت قطر.
وقال نائب رئيس مجلس الوزراء إن المنتقدين وجهوا أصابع الاتهامات والنقد للحكومة وليس الشركات، وهذا بخلاف ما يحدث في أوروبا، حيث يقع اللوم في حال حدوث استغلال للعمالة المهاجرين في أوروبا على الشركات وليس الحكومة.
أما فيما يخص أعداد وفيات عمال منشآت كأس العالم، قال وزير الخارجية إن قطر تنشر كل عام معدلات الوفيات بحسب الجنسية وليس الوظائف، مؤكداً على أن اللجنة العليا للمشاريع والإرث نشرت حالات الوفيات خلال فترة كأس العالم وهي ثلاث حالات وتم تكرار هذه الإحصائية مراراً من قبل ولكن المنتقدين لا يريدون الاستماع إلى الطرف الآخر.
وعن أوضاع المثليين في كأس العالم، قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: "لقد قلنا مراراً وتكراراً إننا نرحب بالجميع، وطلبنا من الجماهير الاستمتاع بكرة القدم وبثقافتنا واحترام القوانين، وهذا أمر متوقع من القطريين عندما يسافرون إلى دول أخرى"، مؤكداً في رده على سؤال حول إلقاء القبض على بعض حاملي أعلام المثليين في الملاعب على إن ما يحدث في الملعب فهو من مسؤولية الفيفا وقواعدها، وما يحدث خارجها فهي مسؤولية قطر.
وعن الأرث الذي سيتركه المونديال لقطر والمنطقة أجاب وزير الخارجية أن كأس العالم مجرد البداية وليس نهاية القصة، مشيراً إلى أن ما تم تقديمه خلال كأس العالم تاريخي وسيساهم في تغيير نظرة الكثير من حول العالم عن المنطقة.
وأضاف إن البنى التحتية التي أنجزتها قطر هي جزء من رؤية قطر الوطنية 2030، حيث ساعد كأس العالم على تسريع وتيرة الإنجاز.
وعبر نائب رئيس مجلس الوزراء عن فخره بأن قطر خلال كأس العالم كانت قادرة على إعادة جمع العرب معاً. ووصف ذلك بأن: "هذا هو جمال وسحر الكرة نفسها، وقدرتها على جميع الناس من خلفيات مختلفة عرب وغير عرب في مكان واحد".
وقال وزير الخارجية إن الطريقة التي اندمج فيها المشجعون من مختلف الجنسيات ببعضهم البعض أمر رائع جداً، ولم يتم رؤية هذه المشاهد من قبل.