قطر تتجه لتعزيز استثماراتها في أوروبا بمختلف القطاعات

 

قطر تتجه لتعزيز استثماراتها في أوروبا بمختلف القطاعات

أهتمام قطري الكبير بالاستثمار في أوروبا

نشر موقع جريدة " The Times " البريطانية الرائدة تقريرا أكد فيه الاهتمام القطري الكبير بالاستثمار في أوروبا، وبالذات في القطاعات المستقبلية، بداية من بريطانيا التي تعد الوجهة الأولى للمشاريع القطرية في القارة، متقدمة في ذلك على غيرها من البلدان الأخرى في صورة فرنسا، وألمانيا، بالإضافة إلى كل من إيطاليا وإسبانيا، حيث بلغت قيمة الاستثمارات القطرية في العاصمة لندن وغيرها من المدن الأخرى 40 مليار جنيه إسترليني، موزعة على العديد من القطاعات الفعالة في مقدمتها العقارات التي تعد المستقطب الأول للأموال القادمة من الدوحة، بالإضافة إلى التكنولوجيا المالية والطاقة الخضراء التي سارت نحوهما قطر بشكل واضح خلال الفترة الأخيرة، عن طريق اطلاق مجموعة من المشاريع العملاقة في هذين المجالين.


الطاقة الخضراء

وكانت قطر حسب ما تناولته العديد من المواقع، ومن بينها " "The Sunday Times" قد استثمرت 4 مليارات دولار أمريكي نهاية العام الماضي، في سبيل تطوير قطاع الطاقة الخضراء في بريطانيا، وذلك عبر المشاركة في تشييد مشروع مركز أبحاث حديث مهتم بتنمية هذا المجال، والسير به نحو ما هو أفضل في إنجلترا خلال الفترة القادمة، حيث سيتم العمل من خلاله على ابتكار أحدث التقنيات والآليات الخاصة بالطاقة النظيفة، والعاملة على حماية البيئة والرفع من مستوى الاستدامة، وذلك بالشراكة مع مؤسسة ماكينزي للاستشارات الإدارية العالمية، ومن المنتظر أن يوفر المشروع الذي من المرتقب تسليمه بعد ستة أعوام من الآن حوالي 7500 وظيفة، مع تحفيز الشركات الناشطة في هذا القطاع على توظيف ثلاثين ألف عامل في ذات المرحلة.


التكنولوجيا المالية

وبخصوص التكنولوجيا المالية فإن آخر البيانات الصادرة عن مختلف الجهات المسؤولة على هذا القطاع في بريطانيا أكدت الوجود القطري الواضح فيه، حيث احتلت الدوحة المرتبة الثانية في قائمة أكثر المستثمرين في هذا المجال حسب ما بينته صحيفة ديجيتال جورنال في وقت سابق، والتي شدد على النمو الواضح في قيمة مشاريع قطر المتعلقة بالتكنولوجيا المالية في العاصمة لندن وغيرها من المدن الأخرى، بالأخص بعد تجاوز أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، والتي وضحت للدوحة إيجابيات التوجه نحو القطاعات المستقبلية كالطاقة والتكنولوجيا المالية، وعدم الاكتفاء باقتناص الفرص التي تطرحها الأسواق التقليدية كالعقارات، وتعزيزها بأخرى تمس القطاعات العصرية في صورة التكنولوجيا المالية، ومنها بنك ستارلينج الذي ضخت فيه الدوحة 272 مليون جنيه إسترليني، ما أسهم بشكل كبير في تحقيقه للعديد من أهدافه التنموية الرامية إلى وضعه في صدارة المصارف المعتمدة على التقنيات المالية الحديثة.


مكانة فرنسا

وتحتل فرنسا المرتبة الثانية في قائمة أكثر الدول الأوربية استقطابا لرؤوس الأموال القطرية، وذلك بقيمة 25 مليار يورو، موزعة على العديد من القطاعات الحيوية في العاصمة باريس، في مقدمتها العقارات التي تعد العمود الفقري لمشاريع قطر في القارة العجوز، يليها قطاعا الصناعة والبناء، اللذان استثمرت قطر في المرحلة الماضية ما يصل إلى 5.5 مليار يورو، ناهيك عن قطاع التجارة بالتجزئة الذي ضخت فيه قطر ما يتجاوز 4 مليارات يورو حسب آخر الإحصائيات المعلن عنها.


استقطاب المزيد

وتهدف فرنسا حسب ما نصت عليه جريدة لوفيجارو الفرنسية في وقت ماض إلى استقطاب حوالي 6.7 مليار يورو لإطلاق أربعة عشر مشروعا ينشط في مجموعة من القطاعات المهمة، وذلك من طرف مجموعة من الجهات الرائدة في عالم الاستثمار الأجنبي، وعلى رأسهم صندوق قطر السيادي الذي سيشارك دون أي أدنى شك في العملية الاستثمارية التي ستوفر أربعة آلاف وظيفة دائمة، قابلة للزيادة في حال توسعة هذه المشاريع خلال الأعوام القادمة.


ألمانيا الثالثة

وغير بعيد عن فرنسا تأتي ألمانيا في المركز الثالث لقائمة دول أوربا الأكثر جذبا لرؤوس الأموال القطرية، وذلك بمجموعة أصول تقدر بحوالي 25 مليار يورو، ساهمت من خلالها الدوحة في مجموعة من المشاريع الريادية في صناعة السيارات، بالإضافة إلى الاتصالات، والخدمات المصرفية، ومؤخرا الزراعة الحديثة، التي نجحت مؤخرا في استقطاب مستثمرين قطريين، ومن أهمها شركة فيرم التي تعد أول شركة ناشئة تتعدى أصولها مليار دولار في القطاع الزراعي، والتي استفادت في جولتها التمويلية الأخيرة من استثمار قطري معتبر، من شأنه الإسهام في تسهيل عمل الشركة خلال الفترة القادمة، وإعطائها القدرة على الاستمرار في مواكبة آخر التقنيات واستخدام أحدث الابتكارات في عملها الزراعي.


ومن المنتظر أن تواصل قطر السير على درب زيادة استثماراتها في برلين وغيرها من المدن الأخرى، مع إعلانها عن ضخ 10 مليارات يورو في الاقتصاد الألماني على مدار خمس سنوات، يرتقب أن تعزز فيها الدولة العملاقة في قارة العجوز موقفها كمستقطب رئيسي للمشاريع القطرية في المنطقة.


العقار الإيطالي

وبالرغم من توجه قطر نحو الاستثمار في القطاعات المستقبلية المرتبطة بالطاقة والتكنولوجيا والصحة والبحث العلمي، إلا أنها لازالت لحد الساعة مهتمة باقتناص الفرص التي تطرح بأسواق العقارات في بعض الدول كبريطانيا، إلى جانب إيطاليا التي تعتبر واحدة من بين أكثر البلدان الأوربية استقطابا للاستثمارات القطرية، وذلك بالنظر إلى العديد من المميزات التي تنفرد بها إيطاليا عن غيرها من دول القارة العجوز، والتي تجعل منها وجهة رئيسية للمشاريع القادمة من الدوحة، من طرف القطاع الخاص، أو الجهات الحكومية ممثلة في صندوق قطر السيادي الذي نجح في الفترة الماضية في إبرام العديد من صفقات الاستحواذ الكلي أو الجزئي في مجموعة معتبرة من المشاريع في شتى المدن الإيطالية، ما رفع قيمة الاستثمارات القطرية في العقارات بإيطاليا إلى 5 مليارات دولار أمريكي، تم ضخها في سبيل رفع حصة صندوق قطر السيادي إلى 100 % بدلا من 40 % في مشروع بورتا نوفا في ميلان، ناهيك عن تملكه أسهما في «Hines Italia Sgr» و»Unipol SAI» و»Coima» و»Galotti»، بالإضافة إلى مبنى في فيا سانتا مارغريتا الذي يضم مكاتب كريدي سويس، دون نسيان ممتلكاته في مدينة سيردينيا التي تعد ثاني أكثر المدن الإيطالية جذبا لرأس المال القطري خلف ميلانو، بالنظر إلى العدد الهائل من المشاريع المنجزة في هذه المدينة خلال العقد الأخير، وعلى رأسها الاستحواذ على 4 فنادق فاخرة وأراض غير مبنية في كوستا سميرالدا من كولوني كابيتال التابعة لتوم باراك مقابل 600 مليون دولار.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة