تسعى وزارة الصحة العامة وشركاؤها في دولة قطر، لصياغة الإستراتيجيات والخطط والبرامج التي تسهم في الحد من نسب السمنة والزيادة المفرطة للوزن، هاتان الظاهرتان اللتان تؤرقان مضجع القطاع الصحي، سيما وأنَّ الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022 يعد من أهم أهدافها خفض معدلات السمنة بين البالغين والأطفال والمراهقين، من خلال زيادة الوعي بالأنماط الغذائية الصحية، وبالتحذير من خطر اتباع أنظمة غذائية غير صحية، والتشجيع على ممارسة أي نشاط بدني لمدة 30 دقيقة يوميا على الأقل، إضافةً إلى التعريف بالخدمات المقدمة من وزارة الصحة العامة في هذا الجانب، وذلك في إطار الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة السمنة الذي يصادف الرابع من مارس من كل عام، ويأتي تحت شعار "فلنتكاتف جميعاً في مواجهة السمنة".
وكانت قد كشفت دراسة لوزارة الصحة العامة أنَّ 70 % من سكان دولة قطر مصابون بزيادة في الوزن والسمنة، كما أظهرت الدراسة أنَّ نسبة السمنة بين طلبة المدارس من القطريين قد بلغت 45.9 %، و40.9 % بين الطلبة من غير القطريين ، وتشير الأرقام إلى أنَّ مستويات السمنة في المجتمع القطري قد بلغت أعلى معدلاتها بين مرحلتي الطفولة والمراهقة، بسبب عدة عوامل، من أهمها العادات الغذائية الخاطئة وغير الصحية.
و انعدام ثقافة الوالدين بنوعية الأطعمة التي تتناسب والأبناء، لاسيما من هم في عمر الطفولة والمراهقة، لذا يعتبر اليوم العالمي لمكافحة السمنة فرصة لتسليط الضوء على سبل الوقاية من خلال التغذية السليمة، والدعوة لممارسة الرياضة، وإن محاربة مرض السمنة لدى الأطفال تحتاج إلى تضافر الجهود وفق منظومة ترتبط مع بعضها البعض بدءا من الأسرة مروراً بالمدارس والجامعات والكليات والمعاهد انتهاءً بوسائل الإعلام ونشر التوعية بين أفراد المجتمع عن خطورة هذا المرض المهمل لدى الكثير من الأسر الذين يتساهلون بخطورته وما يسببه من أمراض مزمنة.