قال اختصاصيون وأمهات إن وجود الطفل في الأسرة يعتبر حدثا مهما تتم على أثره الكثير من التغيرات والاستعدادات بالتجهيز لقدومه، ولكن عندما يكون هذا الحدث السعيد طفلا يعاني من صعوبات تتطلب الكثير من الرعاية الطبية والأسرية والتعليمية فبالطبع يترتب على مثل هذا الأمر الكثير من الصعوبات وتحدث الإعاقة في العادة ردود أفعال متنوعة ومختلفة لدى الوالدين الأمر الذي يحد من قدرتهما على تربية الطفل ذي الإعاقة والعناية به، وقالوا إن ردود الفعل تمر بمراحل انفعالية ونفسية متشابهة وينبغي التأكيد على أن هذه الانفعالات طبيعية وليست مرضية. والكل يمر بمراحل عديدة لكنها تختلف من أسرة لأخرى.
وأكدت امهات لـ الشرق أن تقبل الاسرة لاعاقة ابنها امر في غاية الاهمية وهو الوحيد المسؤول على مدى اكتساب وتحسن الطفل في المستقبل فكلما كان تقبل الاسرة لحالة ابنها في وقت قصير كلما ساعده هذا على التحسن والاندماج في المجتمع واكتساب بعض المهارات التي تسمح له بالاعتماد على نفسه في امور الحياة البسيطة، وكلما اخذت الاسرة وقتا كبيرا في تقبل مرضه كلما تسبب هذا في انخفاض نسبة تحسنه وعدم استجابته مع المختصين.
قالت عبير رواجدة ام محمد وهو طفل يعاني من مرض التوحد انها عندما انجبت ابنها كانت تفتقر لأي معلومة حول طبيعة مرضه واعتقدت انه مرض يمكن التعافي منه باستعمال الادوية ولكنها تعرضت لصدمة شديدة عندما علمت ان المرض سيرافقه طوال العمر وان التحسن سيكون بطيئا ويتطلب الكثير من الوقت والجهد من الاسرة والاخصائيين، لم اتقبل ذلك ابدا ورفضت فكرة ان اول طفل لي يكون مريضا ووصلت لمرحلة انني ألبس اللون الاسود من شدة الحزن، ورفضت الانجاب خوفا من ان انجب طفلا مريضا واصبحت بين الحزن واليأس، وقالت: في هذه المرحلة بالذات يأتي دور المختصين. وتابعت: بداية ذهبت إلى مركز دمرني نفسيا واجتماعيا بأنه لا أمل في حالة ابني، ثم انتقلت الى مركز الدوحة العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة وبفضل هذا المركز تقبلت حالة ابني وتجدد أملي وبدأت ببذل الجهد. والاشياء التي قيل لي من قبل انها مستحيلة تحققت وتحسنت حالة ابني واصبح قادرا على الكتابة والكلام بطريقة بسيطة ويعتمد على نفسه في الدخول الى الحمام، وتقبلت فكرة الانجاب مرة اخرى بعد 7 سنوات وانجبت ولدين بحالة جيدة واصبحوا داعما نفسيا قويا لاخيهم. وانصح كل اسرة تمر بما مررت به ألا تيأس وان تتقبل وضعية ابنها منذ البداية وان تساعده. مضيفة: اكتشفت انني ضيعت سنوات في الرفض كانت كفيلة بتحسن حالة ابني اكثر مما هي عليه الآن، مشيرة الى ان وضعها النفسي والاسري تحسن كثيرا بعد تقبلها لوضع ابنها.
إن طبيعة الإعاقة لها تأثير كبير على العائلة بالقبول والرضا والتأقلم والتكيف ومن ثم رد فعلها تجاه الطفل. واضافت ان أحد العوامل المهمة لمسألة الطفل المصاب بإعاقة، والتي تؤثر على تأهيله، هي رد فعل الوالدين تجاه الإعاقة، لأنها لا تؤثر فقط على تفاعلهما، بل أيضا تحدد ما اذا كانا سيحاولان مساعدة الطفل أو القيام بعزله.
ان تقبل الاسرة لاعاقة احد ابنائها من عدمه يعتمد على ثقافة الاسرة ومدى رضاهم بقضاء الله، عندما رزقت بابنتي التي تعاني من متلازمة داون لم اشعر بأي حزن في قلبي ونزلت علي الطمأنينة والرضا، باعتبار انني مدرسة كان لدي بعض التلاميذ من ذوي الاعاقة فكانت عندي خلفية عن كيفية التعامل معهم، وابنتي مواليد 2002. البداية كانت صعبة حيث لم يكن لدي الوعي بالحالة،