الملف الحقوقي لحقوق الإنسان بقطر اصبح يرثي له كثيرا بما يتعرض له العمال الوافدين من انتهاكات بالجملة والحرمان من ابسط حقوقهم في الحصول حتي علي رواتبهم بطريقة تعكس مدي الظلم و التعسف الذي تمارسه السلطات القطرية ليس فقط بحق الشعب القطري و إنما ايضا بحق العمال الوافدين
الكثير من العمال تركوا بلدانهم لتوفير قوت يومهم لكن تحولت أفضل وأكبر أحلام هؤلاء العمال، الذين وصلوها من شتى بقاع الأرض، إلى كابوس عندما تفاجؤوا بعدم تسلم أجورهم، والعمل ضمن ظروف صعبة وقاسية لا تطابق المعايير الإنسانية، بل حتى فقدان أرواحهم أو مشاهدة زملائهم يفارقون الحياة
وكانت البداية مع تحقيق لصحيفة "الجارديان" البريطانية عام 2013 كشفت من خلاله وفاة عشرات العمال النيباليين وصلوا حاليا إلى المئات أثناء عملهم ببناء منشآت كأس العالم 2022، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة خاصة بعدما تبين أن أسباب الوفاة كانت المعاملة السيئة والظروف القاسية، حتى أطلق عليه البعض مونديال الدم
وأشار التحقيق آنذاك إلى ما قاله بعض العمال النيباليين حول عدم تلقيهم رواتبهم منذ شهور، وأن أصحاب العمل كانوا يحتفظون بها حتى لا يهربوا، بالإضافة إلى حرمانهم من مياه الشرب بالرغم من حرارة الصحراء كما لقي 157 عاملا نيباليا مصرعهم في ظروف غامضة، بحسب مجلس تعزيز العمالة الأجنبية النيبالي، حينذاك منعت الدوحة ظهور أية تقارير أو أرقام عن هذه القضية
لم يتوقف الأمر عند حد هذا التحقيق، بل تحدثت صحف هندية وباكستانية أيضا عن العمال الذين قضوا ضحية العبودية الحديثة في قطر. إذ كشفت صحيفة "ذا ديلي ستار" الباكستانية، خلال تقرير سابق لها، أن مئات من العمال البنغاليين يعانون ظروفا غير إنسانية داخل معسكر للعمال بقطر، في مؤشر إلى استمرار الدوحة في انتهاج سياسة التمييز والعنصرية ضد العمال الوافدين
وعلى الرغم من تعالي نداءات المنظمات الحقوقية والصحية التي تطالب قطر بتصحيح أوضاع العمال الوافدين و نجدتهم من هذا الوضع الظالم خاصة في ظل جائحة "كوفيد-19" لكن لم يتحرك احد من المسؤولين بقطر يتركوا العمال يعانون الويلات.